أخبار عاجلةعدالة جنائية

على الرغم من تعاقب ثلاثة أنظمة.. ما زال الأحرار يقبعون داخل السجون

“أنا مش هسيب حقي يا ماما، ولما أطلع هكمل المشوار” تلك كلمات وجهتها ناهد شريف إلى والدتها أمس خلال زيارتها بسجن النساء بالقناطر الخيرية بعد عام ونصف من الحبس. كلمات حوت الكثير، فلم تكن مجرد جمل عابرة بل هى أسلوب حياة وعقيدة ترسخت فى أذهان جيل جديد لا يهاب القمع ولا ييأس أبدا. كلمات من نفس المعنى ذكرها محمد عاطف وأسامة صبري لأهلهما خلال زيارات سابقة.

كان ذلك ما آمن به شباب قضية أحداث دار القضاء –ومعهم أيضاً رابعهم كمال محمد– بعد انقضاء قرابة ثلاثة أرباع مدة حبسهم –عامين وشهر– منذ واقعة فض الاعتصام أمام دار القضاء يوم 6 يونيه 2012 في عهد المجلس العسكري، والتي تتابع عليها ثلاث أنظمة مختلفة انغمست في مصالحها وحساباتها السياسية ولم تلتف قط إلى أيا من شباب الثورة القابعين خلف أسوار السجون حيث عبروا إلى عرش الحكم عبر تضحياتهم.

قام باحث بالمركز المصرى بزيارتين متتاليتين إلي شباب قضية دار القضاء, يوم الاربعاء الماضي تفقد أحوال محمد عاطف بسجن وادي النطرون، وأمس قام بزيارة إلى ناهد شريف بسجن القناطر مع أهلها.

تفاصيل زيارات السجون المصرية متشابهة إلى حد كبير, من تعقيد فى الاجراءات وبطء وانتظار يصل لأربع وخمس ساعات من أجل زيارة عدة دقائق، إلى إهدار لأموال أهالي السجناء البسطاء عن طريق بعض العاملين بالسجن استغلالا للهفتهم وخوفهم على أبنائهم في ظلمات السجون في وعود بحسن العناية والرعاية تذهب أغلبها أدراج الرياح. لم تكن المعاملة تختلف إلى حد كبير بين سجين سياسى وآخر جنائي, فالتهم الموجهة إلى النشطاء عادة ما تكون تهم جنائية، فيتم إيداعهم بالزنازين جنبا إلي جنب مع الجنائيين.

خلال زيارة محمد عاطف الأخيرة, كان يعاني من تقلبات نفسية حادة وبدأ فى التكيف علي حياة السجن ونظامه الداخلي. لم يعد قادرا على تذكر أمور الحياة اليومية بالخارج، فاختطلت مشاعره وذبلت رؤيته حول مستقبله ولم يعد يري شيئا محددا بالأفق لحين خروجه. “أنا أطلع بس وهفكر في كل حاجة ممكن أبدأ بيها حياتي” جانب مما ذكره محمد لوالدته خلال الزيارة.

خلال زيارة ناهد شريف أمس, كانت ناهد فى حالة صحية جيدة, ولكنها كانت تتألم في داخلها من المضايقات التي تعرضت لها مع والدتها من قبل ظابط رتبته كبيرة خلال جلسة نظر استشكال منذ أسبوعين بمحكمة العباسية من أجل وقف تنفيذ حكم حبسها عامين, والتي انتهت إلي رفض الاستشكال.

كانت ناهد بيبو –كما أطلق عليها رفاقها بسبب شخصيتها القوية وتحملها المسئولية– كانت كل ما تخشاه “بهدلة” والدتها وأبنها ذي الخمس سنوات بالخارج، فكانت ناهد هي من تعتني بكل أمور المنزل وتطلب منها الا تجهد نفسها بشىء، “اعتبرينى راجلك فى البيت” كلمات كانت توجهها دائما الفتاة المكافحة إلى والدتها. كل ما تحلم به ناهد الآن أن تلمس “الاسفلت” فقط كي تعتني بوالدتها وأبنها وتسعي لاسترداد حقها.

شباب قضية دار القضاء تم رفض استئنافهم على الحكم وخرجوا من قوائم العفو فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وتم رفض الاستشكال لوقف تنفيذ الحكم فى عهد عدلي منصور، ولم يتم النظر حتى الآن في النقض المقدم ضد حكم حبسهم عامين وشهر والذي تنتهي مدته في 6 يوليو 2014.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى