26 سبتمبر 2013
قام باحث من المركز المصري للحقوق الاقتصادي والاجتماعية بعمل زيارة إلى سجن وادي النطرون يوم 24 سبتمبر الجاري حيث يقضي أسامة صبري عقوبته، حالة أسامة الصحية جيدة إلي حد ما بخلاف حالته النفسية المضطربة والمتقلبة بمختلف الانفعالات.
أسامة صبري هو واحد مع ثلاثة شباب ثوار هم: ناهد شريف عبد الحميد، ومحمد عاطف، وكمال محمد، تم اعتقالهم في أحداث دار القضاء يوم 6 يونيه 2012 أثناء فض اعتصام القضاة، بعد أن هب لنجدتهم بعض شباب التحرير المعتصمين في الميدان -رفضا للحكم الصادر في قضية مبارك- ليتم القبض عليهم عشوائيا وتوجه إليهم اتهامات بإتلاف دار القضاء والاعتداء علي موظفيه وممارسة البلطجة.
أحيلت القضية سريعا إلى المحكمة ليتم الحكم عليهم بالحبس سنتين بعد تبرئة القضاة المتهمين معهم، وتم تأييد الحكم في الاستئناف رغم ضعف التحريات وتضارب أقوال الشهود والشيوع في الاتهام وإهمال التحقيق في واقعة سحلهم وضربهم، وما زال الشباب الأربعة يقبعون في عتمة السجون منذ أكثر من عام وثلاثة شهور.
وخرجت قضية دار القضاء من قائمة العفو التي أعدتها مؤسسة الرئاسة في عهد محمد مرسي، حتى لم يتم إدراجها في قوائم العفو في الأعياد ورمضان وأكتوبر مثل المسجونين جنائيا، بل لا يمكنهم أيضاً الخروج بعد نص أو ثلاث أرباع مدة العقوبة، بسبب تعمد اتهامهم باستعراض القوة والبلطجة وإتلاف المنشآت. هذا وقد تم تقديم تظلم لإدراجهم بقائمة عفو مرسي لم ينظر إلا بعد 9 شهور كاملةً بعد تقديم إنذار علي يد محضر للنائب العام السابق، ليتم رفض التظلم مع كل تظلمات الشباب المحبوسين في أحداث الثورة.
عانى شباب دار القضاء داخل سجن وادي النطرون من سوء المعاملة والإهمال، وتم تعذيبهم في الشهور الأولى لحبسهم تحت رغبة الانتقام، حتى أصابتهم مختلف الأمراض في السجن “برد ومغص وجرب وحساسية جلد وهرش مستمر وحبوب جلدية من قلة تعرضهم للشمس”.
وفي زيارة باحث المركز لأسامة صبري وجد أنه يعاني من المعاملة الجافة وبطء مرور الوقت والإحباط، وقال لوالدته بالحرف “مبقتش بحس بالساعات وفترة الأسبوعين اللي بتجيلي فيها انتي مبتحسيش بيها بس أنا بتعدي عليا شهور طويلة”، قال أيضاً “أنا بدأت أتعود وأتكيف علي وضع السجن اليومي ومعرفش العيشة بره كانت ازاي”. وتم التعنت في ادخال طفاية سجائر بلاستيك وزجاجة صغيرة لإزالة رائحة العرق رغم أن كثير من النزلاء يدخلوها بطريقة طبيعية.
أسامة صبري شاب بسيط خريج سياحة وفنادق تم اعتقاله يوم 28 يناير خلال ثورة الغضب بلا محضر أو تحقيق داخل معسكر الأمن المركزي بالجبل الأحمر، وهو من مؤسسي رابطة شباب المتحف لحمايته من السرقة خلال الثورة وشارك في حملات تجميل ودهان الشوارع بعد التنحي، وشارك في أغلب أحداث الثورة خلال عهد المجلس العسكري، وكان يخبر والدته دائما ” أنا مستعد أموت في أي لحظة أنا مش أحسن من الشهداء اللي ماتوا عشانّا”.
أرسل أسامة رسالة من داخل سجن وادي النطرون بتاريخ 13 أغسطس الماضي بعنوان “ولأجل حريتك يا بلدي مكملين ثورتنا” يرفض التعذيب الذي تنتهجه أجهزة الأمن، ويحكي فيها عن ثورة 25 يناير والوحدة الوطنية من أجل الحرية والكرامة.
ضع تعليقا