فعاليات

حمدين صباحي : التغيير الحقيقي لن يأتي إلا عن طريق المواطنين الأحرار

في ندوة

العمال ….ودعاة التغيير

حمدين صباحي : التغيير الحقيقي لن يأتي إلا عن طريق المواطنين الأحرار

ومصر لن تهون علي الله حتى يصل جمال مبارك للحكم

ما نُهب من المصريين لن يرجع إلا بالتأميم

السبت 02/10/2010

عقد المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مساء أمس الاثنين الماضي ثالث ندواته ضمن سلسلة ” العمال .. ودعاة التغيير ” مع حمدين صباحي ، وكيل مؤسسي حزب الكرامة السابق ، لطرح رؤيته الاقتصادية والاجتماعية والعمالية ومناقشتها مع قيادات الحركة العمالية المستقله، ومعرفة مطالبهم، وذلك بمقر المركز المصري .

أدار الندوة القيادي العمالي صابر بركات، والذي بدأ فاعليات الندوة بالترحيب بحمدين صباحي والحضور ثم أعطى الكلمة الأولى  لخالد علي ، مدير المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية .

قال خالد علي، مدير المركز ، أن سلسلة ندوات العمال ودعاة التغيير كان من المفترض أن تكون تحت عنوان العمال ومرشحي الرئاسة ولكن نظرا لأننا نريد التغيير فنحن ضد دعوة جمال مبارك أو مبارك نفسه لأننا نريد برامج وأفكار مختلفة وجديدة عن تلك السائدة منذ أكثر من عشرون عاما.

وأضاف ان هذه الندوة تعد ثالث ندوات سلسلة ” العمال .. ودعاة التغيير ” وهي عبارة عن مجموعة من الندوات التي  تبناها المركز لفتح حوار ونقاش فكرى بين العمال ودعاة التغيير خلال شهري سبتمبر وأكتوبر 2010 و بدأها المركز مع الدكتور محمد البرادعي في 7 سبتمبر الماضي، والندوة الثانية مع الدكتور أيمن نور في 20 من سبتمبر الماضي، لطرح رؤيتهما الاقتصادية والاجتماعية في ظل الحديث عن عملية التغيير كما أعلن أنه في خلال هذا الشهر سوف تحدد أربع ندوات مع مختلف الأحزاب السياسية ومنها الوفد والتجمع والجبهة والناصري وغيرها لطرح  رؤيتهم للتغيير كما وجهنا الدعوة للإخوان المسلمون بشرط أن يحضر المرشد العام بنفسه للتحدث عن وجهة نظر الإخوان المسلمين في التغيير .

أوضح خالد علي ،أن أطروحات التغيير التي ظهرت في الفترة الماضية اهتمت فقط بالحديث عن التغيير السياسي وما يتعلق بحالة الطوارئ وتعديل الدستور دون الاهتمام بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية وفي قلبها الحريات النقابية وحقوق العمال خاصة وأن الطبقة العمالية المصرية قامت بأكبر الحركات الاحتجاجية منذ عام 2004 لما تعاني به من أزمات كالعمالة المؤقتة ، وتدني الأجور .

وأشار إلي أنه في الوقت الذي كان يقوم فيه العمال بالاحتجاجات والنضال المطلبى منذ 2006 غاب عنهم القيادات السياسية ، و حتي عند رجوع اطروحات التغيير السياسي بداية من 2010 تلتحم  بها الطبقة العمالية المصرية وهذا يعكس عدم الاهتمام بوضع برنامج خاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية من قبل دعاة التغيير حتي هذه اللحظة .

كما وجه خالد علي ، الدعوة لكافة العمال والمهتمين بالوقوف بجانبهم يوم الثلاثاء القادم للمطالبة بتنفيذ الحكم الخاص بالحد الادني للأجور وذلك بالتزامن مع جلسة الطعن علي سلوكهم السلبي بالامتناع عن تنفيذ الحكم .

بدأ حمدين صباحي، وكيل مؤسسي حزب الكرامة السابق حديثه مؤكدا علي أن عمال مصر وفلاحيها ليسوا في حاجة إلي دعاة للتغيير، بل أن دعاة التغيير هم من في حاجة إلي الشعب ليتعلموا منه، كيف يصوغوا برامجهم من خلال معرفة مطالبهم واحتياجاتهم مما يعكس المفهوم الحقيقي لعملية التغيير مشيرا إلي أن التغيير لن يأتي إلا عن طريق المواطنين الأحرار، مستشهدا بمقولة جمال عبد الناصر أن الشعب هو القائد وهو المعلم وهو الخالد للأبد.
وانتقد صباحي ، قصر دعوات التغيير في مصر لقصرها على الحقوق السياسية دون الاهتمام بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، لافتا إلى الحاجة إلى عقد سياسي واجتماعي يصوغه دستور جديد.
وأضاف صباحى، أن برنامجه الانتخابي للرئاسة يقوم على 3 محاور رئيسيه تتمثل في  القضاء على الفقر والفساد مشيرا إلي أن شعور المواطن المصري بالفقر وانتشار الفساد ببلده أكثر ما يهينه وأكد علي  أن المواطن المصري لن يأخذ نصيبه العادل من الثروة إلا بالاشتراكية، ولن يأخذ نصيبه الحقيقي من السلطة إلا بالديمقراطية .

والمطلب الثاني هو إرساء حياه ديمقراطية سليمة، والثالث هو المطالبة باستقلال وطني حقيقي والخروج عن إطار التبعية الذي يدور فيه النظام الحالي ، قائلاً: مصر لن تقيم حياه اجتماعية عادلة، ولا حياه ديمقراطية سليمة، ولن تحقق نهضة حقيقية، إلا بشرط حدوث استقلال وطني تام بالقضاء علي التبعية الأمريكية واتفاقية كامب ديفيد مع العدو الصهيوني.

وقال صباحي أن هذه المطالب إذا وجد الشعب المصري من يحملها معه ويسعى لتحقيقيها ، سيتحول من موقفه في الاكتفاء بالحضور في حركة التغيير بوجدانه وعاطفته، إلى الحضور بشكل فعلي وحقيقي.

كما أوضح حمدين صباحي أن هذه المطالب الثلاث بمثابة أضلاع مثلث، قاعدته حياة اجتماعية عادلة برؤية اشتراكية وضلعيه ديمقراطية سليمة واستقلال وطني تام، قائلا: لا اشتراكية بدون ديمقراطية ولا ديمقراطية بدون اشتراكية.

وعن قضايا العمال، أكد صباحى أنه مع بقاء نسبة الـ50% عمال وفلاحين في مجلس الشعب بشرط أن يكونوا ممثلين حقيقيين عن العمال والفلاحين لأن من يمثلون الفلاحين والعمال حاليا أصحاب شركات ورجال أعمال يكتبون في بطاقاتهم فقط أنهم عمال، وأكد علي أنه مع حق أدنى للأجور بقيمة 1200 جنيه يرتبط بحد أقصى بنسبه 1:15، وكذلك حق التنظيم النقابي، والحريات النقابية، وأشار إلي أن مصر بحاجة لخطة تنمية تقوم على ثلاث قطاعات أساسية هي قطاع عام قوى وخاص وتعاوني مع ضرورة استرجاع ما نهب من ثروة المصريين، عبر سياسيات الخصخصة بالتأميم.

وأكد أن التغيير في مصر لن يتم بدون وجود إرادة جماهيرية تسعي لتحقيقه، مؤكدا أن التغيير لن يحدث من خلال نخبة الأحزاب ولا جماعة ثورية ولا جماعة دعويه أو زعيم لهم ولا بضباط أحرار مثلما فعل جمال عبد الناصر، ولكن من خلال أبناء الشعب المصري.

وأوضح صباحي أن التغيير في مصر سيكون بين عدة احتمالات، منها الانفجار العشوائي والذي يمثل سكة الندامة، أو من خلال الديمقراطية والتي تمثل سكة السلامة عن طريق النزاهة والحرية ولن يتحقق ذلك إلا بإرادة الجماهير، ، أو عن طريق العصيان المدني والمقاومة المدنية السليمة التي أسقطت أنظمة أكثر جبروتا من النظام المصري الحالي.

وأكد صباحي انه لا وجود لاشتراكية بدون ديمقراطية ولا ديمقراطية بدون اشتراكية ولا الاثنين بدون استقلال وطني، حيث أصبح الأمريكان والصهاينة يتدخلون فيما هو أخطر من اختيار رئيس الجمهورية في مصر، لأن الدولة المصرية أصبحت دولة رخوة وعاجزة .

التساؤلات :

أكد كمال الفيومي ، قائد عمالي من المحلة، علي أن العمال المفصولين والمطرودين من أعمالهم هم جزء من التغيير وتساءل عن إمكانية توحد الـ 23  مليون عامل وإدماجهم في عملية التغيير .

وتساءل أمين علي مشرف من إداريي التعليم بكفر الشيخ ، عن رؤية صباحي في مواجهة الفساد المستشري في البلد ، وحالة الترهل التي يعاني منها النظام الحالي حتي يتم الخلاص من الوضع الحالي المهين .

وقال المهندس أحمد الصياد ، قيادي عمالي  بشبرا الخيمة، أن مصر ليست في حاجة إلي محلل سياسي ، مصر مقبلة علي انتخابات برلمانية ورئاسية وحركة الانقسام الموجود حاليا فكرة المقاطعة هي الفكرة الأكثر ملائمة للنظام الحالي أنا مع التمسك بفكرة المقاطعة وهي شكل من أشكال العصيان المدني وان أي أحد سينزل الانتخابات سيفتقد المصداقية .

فتح الله محروس ، قيادي عمالي من الاسكندرية، حمدين يكاد يكون الرمز الوحيد في المعارضة الصادق فيما يقوله ، وان هناك عصابة من اللصوص استولت علي الحكم بالتزوير ولابد من محاكمتها ، أنا أدعو إلي ثورة شعبية لإسقاط النظام الحالي الذي خرب جميع مجالات التنمية في مصر من صناعية وزراعية وغيرها ، وطالب حمدين صباحي بالسعي لإجراء مصالحة بين الناصريين واليساريين .

وقال حمدين صباحي لم يعد هناك ما نختلف عليه سواء كناصريين أو يساريين وبالاحري لا يوجد ما نختلف عليه كوطنيين سواء كنا ننتمي لمدرسة الفكر الليبرالي أو الإسلامي أو القومي الناصري ورغم ما بيننا من الاختلافات في التفاصيل إلا أن ما بيننا من اتفاقات أهم وله الأولوية وعندما سنجتمع لصياغة مشروع حول الديمقراطية وعن العقد الاجتماعي بمفهومه الجذري وليس بمفهوم الحسنة علي الفقراء فلا اعتقد أنه سيوجد بيننا اختلافات حول هذه القضايا كما رأي أن برنامج عبد الناصر أعطي للفقراء أكثر مما أعطت له وحتى لو جار علي حقوق الإخوان المسلمين والشيوعيين في مصر في ذلك الوقت فقد تقدمت باعتذار لهم في عام 2002.

وأكد أن مصر ليست بحاجة إلى ترقيع الثوب الموجود، فمصر تحتاج إلى ثورة شعبية، كما تحتاج إلي توحد القوى الوطنية في مصر لتحقيق هدف التغيير، وأن التغيير المنشود مرتبط بشرط حضور الجماهير حضورا فعليا.

كما قال أنه مع العمال المفصولين والمهدر حقوقهم وأنهم ضمن برنامجه الانتخابي، وأن العامل المفصول أو المهدد بالطرد أو لم يحصل علي حقه سنقف بجانبه حتي يحصل علي حقه الضائع .

قال كمال أبو عيطة، رئيس النقابة المستقلة للضرائب العقارية ، أن الدستور المصري به باب أول ، خاص بالحقوق السياسية وهو ما نسعى لتغييره حاليا وباب ثان وهو المسكوت عنه في مصر والذي يعني بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية وهو يمثل مفتاح التغيير الحقيقي  ويجب أن نضعه في اعتبارنا، وأكد علي أنه في ظل النفوذ الأجنبي والاحتلال الذي نعاني منه حاليا فالحل الامثل للوصول للتغيير المنشود هو إيمانا بالمنظومة الثلاثية والتي تضمنها برنامج صباحي ويجب أن تكون هذه المنظومة حلم نسعى إلي تحقيقيه وان نبتعد عن الانقسام حول مسائل وهمية .

قالت كريمة الحفناوي ، عضو مصريات مع التغيير ، أن هناك ثقة من الشعب في حمدين صباحي وإذا طالب بالمقاطعة سيجد من يقف ورائه ، وطالبت الحفناوي كافة الحقوقيين والنشطاء والعمال والمهنيين إعلان الملتقي الاجتماعي المصري ، لنتحد معا لتحقيق مطالبنا بدلا من الانفصال الذي نعاني منه وإذا استطاعت القوي الوطنية أن تتحد معا سنستطيع أن نأخذ خطوة مهمة علي طريق العصيان المدني .

قال علاء عبد التواب ، محامي بالمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ، أن حمدين صباحي قدم حلا سهلا  عندما رأي أن في امكاننا أن نتجه للسودان لزراعة القمح وبالتالي يكون لدينا بالاكتفاء الذاتي وأغفل كيف سيقنع الدول العربية بتبني مشروعه ، كما أشار إلي أن مصر في حاجة إلي  رجل جديد يستطيع أن يحقق التغيير وأن يكون مختلفا فكره عن فكر عبد الناصر والسادات ومبارك حتي يستطيع أن يواجه المشاكل الحالية .

أكد حمدين صباحي أن الامتحان الذي دخله الشعب المصري أثبت أن هناك توافق بين اليساريين والناصريين في الأفكار الوطنية وسعيهم وراء تحقيق التغيير ، كما انه متفق مع فكرة المقاطعة ولكن ما يحيره  انه لا يعرف ماذا سيفعل إذا رفضت الجماهير فكرة المقاطعة خاصة وهو حريص علي الحفاظ علي علاقته مع الجماهير ، ولكنه يسعى لوجود صيغة تجمع كافة التيارات السياسية ، ونحن لا نعيد تجربة عبد الناصر والناصريين ليسوا تجربة لإعادة إنتاج فكر عبد الناصر في الستينيات ولكنهم مواصلة لمشروع وأفكار عبد الناصر في القرن الحالي وعلينا أن نجتهد لصناعة مستقبلنا .

قال الحركة الشعبية الديمقراطية ، العمال لن يندمجوا في عملية التغيير إلا إذا وجدوا من يدافع عن مطالبهم وأن العمال هم من استطاعوا انتزاع حق ليبرالي وهو حق الاعتصام والإضراب والتغيير الحقيقي لن يأتي إلا عن طريق العمال والفلاحين ، وتساءل عن كيفية إدماج الفلاحين والعمال في عملية التغيير؟.

رأي من البرلس، أن محاربة النظام الحالي لن تتم إلا بالانتخاب ، لان نجاح العصيان المدني ليس مضمونا ولكن إذا اصرينا علي إعطاء صوتنا لمن يستحق سنستطيع أن نغير .

رأي أحمد طنطاوي ، صحفي ، أن موضوع المقاطعة ، غير مفيد حاليا حيث لا نستطيع أن نتوقع كم في المائة سيقاطع من الشعب المصري ولكننا نريد وجهة نظرية تتناسب مع ما نعيشه حاليا خاصة وأن النظام لن يخسر شيئا إذا فقد حمدين مكانه الذي يتحدث من خلاله عن مطالب الشعب كما أشار إلي أنه من الضروري أن يكون هناك تفسير واضح لمفهوم الديمقراطية.

كما تساءل محمد عادل من شباب 6 أبريل عن مصير جمال مبارك في الوصول لرئاسة الحكم .

قال صباحي ان دعاة المقاطعة هم أكثر اتساقا مع ما نعيشه الآن، وأن المقاطعة التي نطالب بها هي جزء من مسار بسعي لتجهيز الناس للمقاومة المدنية والعصيان المدني وهذا ما نشعي للوصول إليه، وأن التغيير ملك للمواطنين ولن يحدث إلا بهم .

ودعا صباحي جميع المصريين في داخل مصر وخارجها بالتوقيع على بيان التغيير الذي صاغته الجمعية الوطنية للتغيير، والذي ينص على رفع القيود على ترشح المستقلين لانتخابات رئاسة الجمهورية ضمن حزمة إصلاحات سياسية ودستورية في مصر.

وقال صباحي إن مصير جمال مبارك يتحدد بخروج الجماهير المصرية كما نأمل بل ومصير النظام كله الذي سيسقط النظام الحالي  وتأتي بنظام يحقق مطالب الناس

كما أعرب النائب حمدين صباحي، بأن جمال مبارك، والذي يطرحه الحزب كمرشح بديل لوالده لن يصل أبدًا إلى السلطة قائلا ” مصر مش حهتون على ربنا لدرجة أن جمال مبارك يبقى رئيسها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى