المركز المصري في انطلاقة جديدة في 2015: شعار وموقع ومنظومة جديدة

يطلق المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية شعاره وموقعه الالكتروني الجديدين اليوم، كانطلاقه جديدة تواكب تطور استراتيجيته وطرق عمله والأحداث الجارية. وقد حرص المركز منذ تدشينه في 2009 على اتباع سياسة التجديد والتحديث بشكل مستمر في أدواته وأدبياته بشكل يراعي المضمون العام لأفكاره وتصوراته عن الخدمات والرسالة التي يؤديها.
[quote_left]
الدولة موجودة لتحقيق “الماعت” و”الماعت” يجب أن تتحقق ليصبح العالم قابلا للسكنى
[/quote_left]
ولم يفوتنا في هذه الانطلاقة استخدام شعار جديد يعبر عن المضمون والأهداف التي تكون المركز على أساسها. فتم اختيار ريشة الإلهة “ماعت” إلهة العدالة الأرضية المقدسة، وزوجة المعبود “تحوت” رب الحكمة والقلم والعلوم والفنون ومعلم الألهة، والتي كانت تضعها على رأسها. و”الماعت” عند المصريين القدماء ليس مجرد معبود مثل باقي المعبودات، بل فكرة قامت عليها المملكة المصرية القديمة تتلخص في الحق والعدل والنظام الذي يحمى الجميع، فيلجأ إليه الضعيف من بطش القوى، ويهرع إليه المظلوم ضد الظالم، ويتضرع إليه الفقير لدخول جنة الخلد. بوصفها تمثل التوازن الذي لا يغرق العالم بفضله، وبفضلها يؤدي الآلهة والناس وظائفهم، إنها المعيار الذي يجب أن يسير بمقتضاه هؤلاء وأولئك.
إن اختيار ريشة الإلهة “ماعت” كشعار خاص بالمركز، لم يكن من قبيل الصدفة، بل هو التعبير الأكثر صدقا واتساقا مع ما يهدف إليه المركز من تحقيق مبدأ العدالة في كل شيء: الأجور، السكن، الصحة، التعليم، توزيع الثروة، توفير الخدمات والبنيات الأساسية، السياسات الضريبية، حقوق العاملين، المساواة وعدم التمييز، العدالة القضائية الناجزة، حياد الدولة وأجهزتها ومؤسستها تجاه مواطنيها، حتى وسائل الترفيه والحق في ممارسة والاستمتاع بالثقافة والفن والرياضة. وكما تقول حكم ونصائح الـ”ماعت” القديمة: الدولة موجودة لتحقيق “الماعت” و”الماعت” يجب أن تتحقق ليصبح العالم قابلا للسكنى”.
وبالرغم من أن الانطلاقة الجديدة متطورة على مستوى الشكل بما يتيح القدرة لجمهور الموقع من تصفحه بيسر والاستفادة به بقدر احتياجاته، إلا أن الهدف الأساسي هو عمل انطلاقة في مضمونه وطرق الكتابة وطبيعة الموضوعات المتناولة، مما يجعل من عمل المجتمع المدني المصري وفي القلب منه المركز مواكبا للتطورات الحاصلة في أساليب إيصال الرسائل من المرسل/المركز إلى المستقبل/الجمهور، والاهتمام بردود الفعل مما يجعل للعملية التفاعلية ديناميكية مرنة وقادرة على الحفاظ على الصلة مستمرة دون انقطاع بين الناس/ موضوع وقضايا المجتمع المدني، ومنظماته.
هذا وقد تم تطوير الموقع بما يعطيه طابعا عمليا في التعامل مع مادته المنشورة، فعلى سبيل المثال تم فصل الإصدارات لتصبح قسما قائما بذاته، مع سهولة الحصول على المواد المتعلقة بموضوعات بعينها كنشرات الحقائق عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية المختلفة، أيضا خلق رابط وثيق الصلة بين عمل المركز في البرامج والمشروعات وما يتم نشره عنها أو نتاجها في الموقع، بحيث يمكن للجمهور من التعرف أكثر على طريقة وخطط وخطوات العمل الداخلي لوحدات المركز المتنوعة كـ”الوحدة القانونية، البحثية، المعلوماتية، الإعلامية” أو بين أنشطته المتعددة في فروعه ومكاتبه الموزعة على عدد لا بأس به من محافظات مصر.
سيحاول الموقع الجديد في عصر متطلب جديد، ويأمل ويرحب أيضا، أن يزود بالمساهمات والملاحظات التي يمكن أن يبديها الجمهور في التفاعل معه من أجل تطويره، من أجل أن يصبح عمل المركز المصري مرآة للماعت، للحق والعدل، بحثا عن رد الحقوق والمظالم قدر استطاعته.