البيان الختامي لمؤتمر أعياد العمال بنقابة الصحفيين يوم 28ِِ/ 5/ 2010
ماذا يريد العمال من التغيير؟
يأتي المؤتمر السنوي لعمال مصر في ظل تحولات اقتصادية واجتماعية وسياسية باتت تشكل خطرا على حقوق ومصالح الطبقة العاملة وفقراء مصر، فالنظام الذي بدأ سياسة الإنفتاح الاقتصادي بعد حرب أكتوبر 1973 بحجة انتظار برخاء مزعوم والوعد بمراعاة بعد اجتماعي لم يراعى أبدا، وهو في حقيقته لم يهدف إلا خدمة وتعزيز مصالح الراسمالية تحت قيادة السيد الأمريكي، وإزالة كافة القيود والعقبات أمام إنفرادها بالشعوب وخيرات الأمم وخاصة الفقيرة منها وتلك المحكومة بعصابات التبعية والفساد، وتقديم مزيد من الاعفائات الضريبية والجمركية والتسهيلات لناهبي الناتج المحلي. وقد استمرت تلك السياسات التي فرضها صندوق النقد والبنك الدوليان لتأتي مرحلة التثبيت والتكيف الهيكلي المعروفة اعلاميا بسياسة الخصخصة، وما صاحبها من تغييرات تشريعية تمهد الطريق لنهب خيرات البلاد وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات ولإطلاق أيدي الفساد والمفسدين. وانتهاك حقوق العمل والعمال، وتركها نهبا لسوق العرض والطلب الرأسمالي والعودة لإطلاق غول الفصل التعسفي وإضهاد العمال في أرزاقهم ومصادرة حق الإضراب وتزييف إرادة العمال باحتكار تنظيم نقابي واحد مفروض على العماال. لقد كان شعار الحلركة العمالية “عمال بلا نقابات ونقابات بلا عمال” شعارا يعكس بصدق حالة الحركة العمالية المصرية، التي شهدت اكثر من 2000 احتجاج خلال السنتين الأخيرتين بين اضراب واعتصام وتظاهر، عرفت طريقها لكل الفئات والطبقات الاجتماعية في مواجهة تدهور الأحوال المعيشية وتدني الأجور والخدمات وفصل وتشريد العمال والفساد والمحسوبية واحتكار السلاطة وبطش الأمن واستهتار السلطات العامة. لقد حققت الحركة العمالية ستة انتصارات في مواجهة سياسات النظام ومخططاتة: الانتصار الأول تم بوقف قرار رئيس مجلس الوزراء بانشاء الشركة القابضة للرعاية الصحية تمهيدا لخصصة التأمين الصحي، والانتصار الثاني تم بإلزام الحكومة بموجب حكم قضائي من مجلس الدولة بوضع حد أدنى للأجور، أما الانتصار الثالث فكان بفضح اعتداء الدولة على أموال التامينات والمعاشات واغتصاب أكثر من 400 مليار جنيه، والرابع كان بانتزاع أول نقابة مستقلة منذ لأكثر من نصف قرن باسم “النقابة العامة المستقلة للعاملين بالضرائب العقارية”، والخامس كان بقدرة عمال مصر فس أسمكدة السويس بكشف التطبيع ورفض تصدير المنتجات المصرية إلى العدو الصهيوني، وكان الانتصار السادس هو نجاح العمال في كشف فساد بيع القطاع العام ووقف زحف الخصخصة. إن هذه الانتصارات تحتاج من عمال مصر اليضة واستكمال مسيرة المقاومة والصمود، حتى لا يلتف عليها النظام الحاكم. إن هذا النظام الذي يحكم مصر بقوة الاستبداد السياسي عبر مصادرة الحياة السياسية وفرض حالة الطواريء لأكثر من ثلاثين عاما لا يصلح معه الترقيع او الترميم او الإصلاح فهذا نظام فاقد المشروعية لأنه أتى عبر اغتصاب ارادة الشعب بانتخابات مزورة، وأن مهمة التغيير الجاري في المجتمع باتت ضرورة نضالية، وأن التغيير المنشود ليس مرهونا بإرادة فرد او نخبة لا تراعي مطالب الجماهير وحقوق الطبقة العاملة في القلب منها. بل لابد أن تكون للقوي الاجتماعية منتجة ثروات هذا الوطن التي تم نهبها علي مدار حكم هذا النظام، ومن خلال طرح برنامج يربط النضال الاقتصادي بالنضال السياسي ومواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، بهدف السيطرة علي ثرواتها وحماية أمن إسرائيل. إننا ونحن نحتفل بأعياد العمال في مايو 2010، نتطلع إلى أن نحقق مطالبنا وننتزع حقوقنا ومنها: 1- وضع حد أدنى للأجور لا يقل عن 1200 جنيه في الشهر لكل العاملين بأجر، مع ربط ذلك بحد أقصى للأجور لا يسمح بتلك الفجوات الاجتماعية المرعبة، وربط الأجور بالأسعار. 2- صرف إعانة بطالة لطالبي العمل ولايجدون فرصة لذلك لا يقل عن 600 جنيه، وإلتزام الدولة بتعيين الخريجين. 3- تحديد تسعيرة جبرية للسلع الأساسية والضرورية للمواطنين. 4- حظر فصل العمال أو إنهاء خدمتهم لأي سبب إلا عن طريق السلطة القضائية، وعودة العمال المفصولين فورا، ووقف مشاريع تصفية المنشآت الإقتصادية، حرصا على حق العمل. 5- تثبيت جميع العمالة المؤقتة وعمل مشروع رعاية إجتماعية وصحية للعمالة المنتظمة. 6- رفض خصخة التامين الصحى والمحافظة على حقوقنا فى التأمين الصحى. 7- حق العمال والموظفين والمهنيين فى الإضراب عن العمل بغير وصاية، وحق الجماهير فى التظاهر السلمى وإلغاء حالة الطوارئ. 8- حق الطبقة العاملة فى تنظيم صفوفها الإقتصادية والإجتماعية للدفاع عن حقوقها. 9- رفض قانون التأمينات الإجتماعية الجديد وحماية وتحسين الحقوق التأمينية وإسترداد أموال صناديق التأمينات الإجتماعية التى إغتصبتها الحكومة.
عاش كفاح الشعب المصر وعاش كفاح الطبقة
العاملة الجهات المنظمة للمؤتمر : اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية – مجموعة تضامن – إتحاد أصحاب المعاشات – اللجنة التحضيرية للعمال – مركز الدراسات الإشتراكية – الأخوان المسلمون- الحزب الشيوعى المصرى – مركز هشام مبارك للقانون – المركز المصرى للحقوق الإقتصادية والإجتماعية – حزب الكرامة (تحت التأسيس).