بيانات المركزبيانات صحفيةعدالة جنائية

محمد عادل.. 8 سنوات من الحبس والمراقبة وأمل الحرية

تمر الساعات بطيئة على القيادي المؤسس في حركة 6 أبريل محمد عادل، في محبسه بسجن جمصة بمحافظة الدقهلية، بينما ما يزال ينتظر بارقة أمل تنهي مأساة حبسه الذي طال لسنوات، في الوقت الذي تتواصل المناشدات لإغلاق القضايا المحبوس على ذمتها، ومنحه حريته التي يستحقها.
قضى عادل إلى الآن ما يقارب ثلث عمره بين الحبس والمراقبة الأمنية والحرية المقيدة، 8 سنوات لم يفصل بينها سوى أشهر قليلة من الحرية للشاب الثلاثيني، غائبا عن أسرته وأحبابه طوال هذه المدة، حتى أن قرانه عقده على زوجته من داخل محبسه.
وفي ظل الانفراجة التي يشهدها ملف أوضاع المحبوسين في الفترة الأخيرة، وخروج عدد من سجناء الرأي في إخلاءات سبيل وقوائم عفو رئاسية، يناشد المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الجهات المسؤولة، بداية من رئاسة الجمهورية مرورا بلجنة العفو الرئاسية والنيابة العامة، سرعة التدخل لإنهاء معاناة عادل وأسرته، بإخلاء سبيله وإغلاق كافة القضايا المحبوس على ذمتها.
بدأت مأساة القيادي في حركة 6 أبريل مع الحبس في شهر ديسمبر عام 2013، حين داهمت قوات الأمن مقر المركز ‏المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الذي كان يعمل متطوعا في وحدته الإعلامية، وألقت القبض عليه على ذمة القضية ‏المعروفة باسم “أحداث مجلس الشورى“.‏
وبعد 3 سنوات من الحبس، وأثناء قضائه ثلاثة سنوات أخري هي فترة المراقبة المحكوم بها عقب الحبس، تم القبض عليه مجددا في 18 يونيو 2018 أثناء استعداده لمغادرة قسم شرطة أجا في السادسة صباحا بعد انتهاء مراقبته اليومية، حيث تم حبسه أكثر من عامين على ذمة القضية رقم 5606 لسنة 2018 إداري أجا – الدقهلية بتهمة نشر أخبار كاذبة، قبل إخلاء سبيله بضمان مالي قدره 10 آلاف جنيه.
وهو الآن رهن الحبس الاحتياطي على ذمة القضية الثانية رقم 4118 لسنة 2018 إداري شربين – الدقهلية، التي تحمل الاتهامات نفسها التي أخلي سيبله على ذمتها في القضية الأولى، وعلى الرغم من حصوله على قرار إخلاء سبيل على ذمتها عادت النيابة لتستأنف على القرار، ليتم تأييد استئنافها واستمرار حبسه.
يذكر أنه في أثناء حبسه احتياطيا على ذمة القضية الثانية، أعلن عادل إضرابه عن الطعام، خلال إحدى جلسات نظر أمر حبسه، بسبب ما وصفه بـ”سوء المعاملة داخل سجن المنصورة العمومي”، اعتراضا على إلغاء الزيارات عنه للمرة الثانية على التوالي بتاريخ 14 نوفمبر 2020.
كما تم استدعاؤه على ذمة القضية رقم 467 لسنة 2020 حصر تحقيق نيابة أمن الدولة العليا بتهمة “الانضمام إلى جماعة إرهابية مع علمه بأغراضها وتمويلها وإمدادها بمعلومات من داخل محبسه”.
وفقا لزوجته روفيدة حمدي، يشكو عادل من تعرضه لأوضاع سيئة داخل محبسه في سجن جمصة بمحافظة الدقهلية، الذي تم نقله إليه قادما من سجن المنصورة.
ويشدد المركز المصري على ضرورة إعادة النظر في قرار حبس الناشط السياسي على ذمة قضية منسوخة بالاتهامات نفسها، بينما تم إخلاء سبيله بالفعل على ذمة إحداها بالفعل.
ويشير المركز إلى أنه على الرغم من خروج جميع قيادات حركة 6 أبريل وعدد كبير من السجناء السياسيين بقرارات إخلاء سبيل وعفو رئاسي ما يزال عادل محبوسا لسنوات من دون مبرر، بينما تتواصل معاناته الإنسانية داخل محبسه، وتستمر معاناة أسرته في غيابه.
ويرى المركز أن استمرار حبس محمد عادل يشكل مأساة إنسانية متكاملة الأركان، متسائلا عن حجم الخطورة التي من الممكن أن يمثلها حال حصوله على حريته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى