متهمون بالأمل..رامي شعث ”بروفايل”
“أقول لنفسي بعض الأوطان هكذا، الدخول إليه صعب، الخروج منه صعب، البقاء فيه صعب، وليس لك وطن سواه”.
“مريد البرغوثي”
حرة هي العصافير تملك العالم كله ولا يستطيع أحد السيطرة علي جموحها مهما كثرت التحديات، لأنها فقط تملك الأمل فمن يمتلك الأمل يمتلك كل شيء، فالأمل ليس حلماً، بل الطريق الصحيح لجعل الحلم حقيقة، وأحيانا يكون الحلم وطن ولا يحتاج الحلم إلي ختم علي أوراق لحمل الجنسية بل هي أشياء تجري في الدماء لأننا نحن الوطن لا الطرق والمباني هي الوطن، وفي وطننا يموت من يستحق لأنه كان بالوطن يحلم، بالحرية يحلم، بالحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية يحلم، وهنا أمامنا شخص لا يكل ولا يمل من الحلم ولأنه قال لا.. هبط عليه غضب الوطن.
-البداية:
ألقت قوات الأمن فجر يوم الجمعة 5 يوليو، القبض علي السياسي رامي شعث، من منزله بالقاهرة بعد اقتحام المنزل وترويع زوجته، وتم اقتياده إلى جهة غير معلومة وظهر بعدها بساعات في نيابة أمن الدولة العليا على ذمة القضية 930 لسنة 2019 والمعروفة إعلاميا باسم “معتقلي الأمل” وصدر قرار بحبسه احتياطياً لمدة 15 يوم على ذمة التحقيق.
وقال بيان الداخلية المصرية إن المقبوض عليهم خططوا من خلال شركاتهم “لتمويل أعمال عنف ضد مؤسسات الدولة”، وتكثيف الدعوات الإعلامية “التحريضية” عبر وسائل التواصل الإجتماعي والقنوات الفضائية التي تبث من الخارج.
واتهم البيان مجموعة تضم كلا من #رامي_شعث، الناشط السياسي، وهشام فؤاد الكاتب الصحفي وعضو حركة الاشتراكيين الثوريين، والصحفي حسام مؤنس المتحدث الرسمي السابق باسم التيار الشعبي وأحد مؤسسيه، وزياد العليمي، عضو البرلمان السابق، ورجل الأعمال عمر الشنيطي.
-من هو #رامي_شعث:
1- رامي شَعث هو سياسي وطني عربي يبلغ من العمر ثمان وأربَعونَ عاماً و يحمل الجنسيتين المصرية و الفَلسطينية، وُلد رامى شعث فى بيروت عام 1971، وهو نجل صفاء زيتون، مناضلة مصرية من الإسكندرية، والدكتور نبيل شَعث وزير الخارجية الأسبق للسلطة الوطنية الفلسطينية، وعمل نائبا لرئيس الوزراء في السلطة الوطنية الفلسطينية.
حالياً يشغل الدكتور نبيل شَعث منصب مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية ورئيسا” لدائرة المغتربين”.
عمل الدكتور نبيل قبل ذلك أستاذاً في المعهد القومي للادارة العليا في مصر التابع للرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكان أحد مستشاريه وحصل على الجنسية المصرية.
2- تخرج رامى فى جامعة القاهرة، ليكمل بعد ذلك دراسته في كلية “كينجز كوليدج” بلندن وحصل منها على الماجستير عام 1995.
3- عمل رامي مستشارا سياسيا للرئيس الفلسطيني الراحل أبو عمار “ياسر عرفات”، وفى أواخر فترة التسعينيات وعقب فشل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية،انسحب رامي من العمل السياسي الفلسطيني الرسمى.
4- نشط رامي في العمل السياسي المصري حيث في العام ٢٠١٠ ظهرت حرَكة من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في مصر و انضمَ رامي إلى تحالف الناشطين الذين انخرطوا في الانتفاضة الشعبية في يناير عام 2011، وفي السنوات التالية ، ساعدَ في تأسيس مجموعة من الحركات والائتلافات التي لعبت دوراً نشطاً في الانتقال الديمقراطي للبلاد ، بما في ذلك حزب الدستور الذي عمل كأمين عام له قبل إنشائه الرسمي.
5- في عام 2015 ، شارك في تأسيس الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة اسرائيل في مصر (BDS Egypt)، وهو تحالف وطني أطلقته أكثر من عشرَة أحزاب سياسية ونقابات طلابية ونقابات ومنظمات غير حكومية وشخصيات عامة للدفاعِ عن الحق الفلسطيني في حرية تقرير المصير.
6-زوجة رامي شَعث فرنسية الجنسية تعيشُ في مصر وتمارس تعليم اللغة الفرنسية منذُ سبعِ سنوات وتعمل متطوعة في لجان مقاطعة اسرائيل وبضائعها، كانت، وأثناء القبض علي رامي تم ترحيل زوجتهُ الى فرنسا من قبل أجهزة الأمن بطريقة تَعسّفية من غير الكَشف عن الأسباب أو السّماح لها بالإتصال بقنصليتها الفرنسية .
وأصدرت أسرته بياناً رسمياً تطالب فيه بالإفراج الفوري عن رامي شعث، وتحمل السلطات المصرية مسئولية سلامته الشخصية، وترفض إتهامه بالإنتماء لجماعات إرهابية.
ووحسب ما قالت أسرته في البيان فإن رامي منذُ القبض عليه تم احتجازُهُ في سجنِ طره، وأمضى شهرهُ الأوّل في زنزانة صغيرة، مُحتجز فيها ثلاثون آخرون بعضُهم مرضى، لم يكن هناكَ مساحة للإستلقاء ولا يُسمح له بالمشي في الخارج.
وأضافت أسرته في البيان أن رامي، يُعاني من إرتفاع في كولسترول الدم و هذا يتطلب منه الحركة و اتباع نظام غذائي معيّن بالإضافة إلى العلاج.
وأكدت أنه منذُ بداية شهر أغسطس، تمَّ نقله إلى زنزانة أفضل مع عدد أشخاصٍ أقل، و تم السماح لهُ بالمشي خارجاً لمدّة ساعة يوميّاً.
وكتبت زوجته “سلين ليبرون” في عيد زواجهما رسالة لرامي قالت فيها “كل شيء سيكون على ما يرام. سنجتمع مرة أخرى قريبًا،ليس في استطاعتي أن أهديك أي شيء في عيد زواجنا، لكنني أعدك بالنضال حتى تسترد ما سُرق منك ظلمًا: حريتك ، عيد زواج سعيد يا حبيبي”.
منظمة العفو الدولية اعتبرت شعث معتقل رأي وطالبت باﻹفراج الفوري وغير المشروط عنه، حيث قالت في بيانها “يجب على السلطات أن تفرج فورا ودون قيد أو شرط عن رامي شعث منسق “حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات
منها وفرض العقوبات عليها”، وهي مطالبات انضمت إليها منظمات أخرى مثل مركز القاهرة لدراسات حقوق اﻹنسان والفيدرالية الدولية لحقوق اﻹنسان.
-الاتهامات الموجهة لـ #رامي_شعث:
* مشاركة جماعة إرهابية لتحقيق أغراضها مع العلم بأغراضها.
* نشر و إذاعة أخبار كاذبة الهدف منها زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.
جاء القبض علي رامي شعث تزامناً مع إعلانه بشكل واضح و صريح عن رفضهِ لصفقة القَرن وانتقاده لأي مشاركة مصريّة أو عربية في مؤتمر البحرين، ولكن ادعت بعض الصحف تورط رامي وآخرين في مخطط يهدف لإسقاط الدولة بالتزامن مع ذكرى 30 يونيو تحت مسمى “خطة الأمل”، ويقبع الآن بمحبسه خلف القضبان علي ذمة القضية رقم 930 لسنة 2019.
ويطالب المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بالإفراج الفوري عن رامي شعث وزملاؤه المحبوسين احتياطياً علي ذمة نفس القضية.