رمضان بلا قضبان| سجناء تشجيع كرة القدم.. الحرية للجماهير

يستغل المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية شهر رمضان المبارك، الذي يجسد بقيم العدالة والتسامح، لتجديد دعواته المتواصلة للإفراج الفوري عن المحبوسين على ذمة قضايا رأي، سواء كانوا محبوسين احتياطيًا أو محكومًا عليهم.
وفي هذا الإطار، يطلق المركز حملة “رمضان بلا قضبان”، التي تتضمن سلسلة من المقالات تسلط الضوء على عدد من المحبوسين على ذمة قضايا رأي، بهدف المطالبة بمنحهم، وجميع المحبوسين على ذمة قضايا مماثلة، الحرية التي يستحقونها.
في ليلة صيفية من يوليو 2020، كان أحمد هشام شاهين، المعروف بين أصدقائه بلقب “بحار”، يستعد لحضور مباراة لناديه المفضل، الزمالك. كعضو نشط في رابطة “أولتراس وايت نايتس”، كانت الملاعب بيته الثاني، والهتافات لغته التي يعبر بها عن شغفه. لكن تلك الليلة لم تكن كسابقاتها؛ فقد ألقت قوات الأمن القبض عليه، متهمةً إياه بالانضمام إلى جماعة محظورة ونشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. منذ ذلك الحين، وهو يقبع في الحبس الاحتياطي، متجاوزًا ضعف المدة القانونية المسموح بها.
لم يكن “بحار” الوحيد الذي واجه هذا المصير. ففي أبريل 2023، وبعد مباراة للنادي الأهلي في استاد القاهرة الدولي، تم القبض على أحمد مأمون شاكر أبو الروس وعلي عثمان علي، حيث احتُجزا في قسم شرطة مدينة نصر لمدة يومين، ثم قررت النيابة إخلاء سبيلهما بكفالة مالية.
مع ذلك، لم يُفرج عنهما، بل نُقلا إلى نيابة أمن الدولة العليا التي وجهت إليهما اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية، وارتكاب جرائم تمويل، ونشر أخبار كاذبة، واستخدام حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لهذا الغرض، وتم حبسهما احتياطيًا على ذمة القضية رقم 508 لسنة 2023 (حصر أمن دولة عليا)، وجُدد حبسهما عدة مرات خلال الأشهر التالية، حيث اقتربا من الحد الأقصى لمدة الحبس الاحتياطي القانونية.
وفي أكتوبر 2024، جددت محكمة جنايات القاهرة حبس باسل سليمان عبد البديع، الطالب الشاب، لمدة 45 يومًا على ذمة القضية رقم 744 لسنة 2022، المعروفة بقضية “أولتراس أهلاوي 2″، ووُجهت إليه اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ونشر أخبار كاذبة.
تتكرر هذه الحالات مع مشجعي كرة القدم في مصر، حيث يواجه العديد منهم مصيرًا مشابهًا. على سبيل المثال، في مايو 2023، قررت نيابة أمن الدولة العليا تجديد حبس 72 مشجعًا للنادي الأهلي لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، متهمين بمحاولة إحياء رابطة “أولتراس أهلاوي” المحظورة قانونا.
وفي سياق مماثل، تعرض سيد علي فهيم، المعروف بـ”سيد مشاغب”، قائد رابطة مشجعي نادي الزمالك “أولتراس وايت نايتس”، للسجن والمحاكمة بتهم متعددة، منها حرق استاد القاهرة وقاعة المؤتمرات بمدينة نصر، والشروع في القتل.
وتسلط هذه الحالات الضوء على التحديات التي يواجهها مشجعو كرة القدم في مصر، وفي السياق يدعو المركز المصري إلى الإفراج عن المشجعين المحتجزين، ومن بينهم طلاب، مطالبًا بإخلاء سبيلهم أسوة بزملائهم الذين تم الإفراج عنهم في قضايا مماثلة، ويؤكد أن استمرار احتجاز هؤلاء الشباب يؤثر سلبًا على مستقبلهم التعليمي والمهني، مع التأكيد على أهمية التمييز بين النشاط الرياضي المشروع والأفعال التي تشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن العام.
في هذه المناسبة، تتجدد الدعوات للإفراج عن مشجعي كرة القدم وجميع المحبوسين على ذمة قضايا رأي، ليعودوا إلى أحضان أسرهم، ويستعيدوا حريتهم التي هي حقهم الطبيعي، ولكي لا يبقى رمضانهم مقيداً بالقضبان.