المركز المصري يحصل على حكم جديد في ملف الحفاظ على تراث الإسكندرية

حصل المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية على حكم بعدم قبول الدعوى المرفوعة من أحد ملاك قصر “عزيزة فهمي”[1] والشهير بقصر قاصد كريم أو قصر جليم لحذف القصر من مجلد المباني والمنشآت المحظور هدمها[2].
تعود وقائع الدعوى إلى قيام أحد الملاك برفعها لدى محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية، وتدخلت شركة إيجوث للسياحة والفنادق انضماميا للدعوى بغية حذف القصر من المجلد حيث وقعت الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق “إيجوث” اتفاقا مع الشركة القابضة للسياحة والفنادق لتحويل قصر “عزيزة فهمي” بالإسكندرية لفندق سياحي.
وفور علم محامي المركز المصري بهذه القضية قاموا بالتدخل فيها وطلبوا من المحكمة الحكم بعدم قبول الدعوى، وذلك بغية الحفاظ على هذا القصر كأثر تاريخي وتراثي.
وللقصر أهمية تاريخية سواء من النواحي الفنية والتاريخية أو حتى المعنوية في نفوس سكان الإسكندرية، فالقصر المبني منذ 89 عاما يطل على شاطئ جليم بكورنيش الإسكندرية، ويعد أحد أهم القصور بالإسكندرية فهو من ضمن عدد محدود جدا من القصور التراثية المتبقية بالمحافظة.
كانت عائلة فهمي باشا من العائلات الارستقراطية في مصر الملكية وقد انشئت القصر السيدة/ عزيزة فهمي ابنة على باشا فهمي بن عوض بن شافعي، وهو كان كبير المهندسين في القصر الملكي وقد تزوجت عزيزة فهمي من محمد باشا رفعت الروزنامجى، وقد انشئ القصر عام 1927 على يد المهندس المعماري الإيطالي (جرانتوا) GRANTO، أثناء إنشاء كورنيش الاسكندرية لأول مره في تاريخها مما يجعله أقدم المنشائات المطلة على كورنيش الاسكندرية.
وقد تم تصميم القصر على نسق معماري ينتمي إلى مدرسة عصر النهضة وبتحديد أكثر دقة يعد مبنيا على الطراز Palladian Design،[3] وكان ظهور هذا النمط من العمارة بمثابة ثورة معمارية على النمط المعماري السائد في هذا الوقت بأوروبا والمعروف باسم “الركوكو” أو طراز لويس الخامس عشر. وقد اعتمدت هذه العمارة بشكل كبير على طرز المباني التي طورها قدماء الإغريق والرومان وسميت فى فرنسا العمارة الامبراطورية نسبة إلى نابليون الذي شجعها مستميلا الطبقة الوسطى ومن أمثلة العمارة الكلاسيكية الجديدة في أوروبا: كنيسة “سانت جينيف” التي أقيمت في باريس في الفترة (1755 – 1780).
_________________________________
[1] الدعوى رقم 8808 لسنة 67 قضائية.
[2] تم توثيق القصر فى مجلد المبانى والمنشآت المحظور هدمها في عام 2008 تحت رقم 1028.
[3] نمط معماري ظهر في إنجلترا بالربع الأول من القرن الثامن العاشر، قائم على استحداث العمارة الرومانية القديمة التي اندثرت بعد انهيار وتفتت الحضارة الرومانية وفقا للطراز الكلاسيكي الحديث (إحياء النمط الروماني القديم الكلاسيكي).