بيانات المركز

أحمد علام.. سنتان ونصف من الحبس بتهمة “ممارسة الصحافة”

بقضي الصحفي والمعد التليفزيوني أحمد علام، سنتين ونصف داخل محبسه حتى الآن، ليس لشيء سوى ممارسته مهنته، بينما يعزي نفسه بحلم قريب بمعانقة الحرية، وخطط مؤجلة لتعويض ما فاته من مناسبات وذكريات مع أسرته وأحبابه، الذين غيبه عنهم حبسه احتياطيا، بينما بنتظر بارقة أمل في انتهاء هذه المعاناة.

في 25 أبريل 2020، وفي الأيام الأولى من شهر رمضان قبل الماضي، ألقي القبض على علام من منزله بإحدى قرى مدينة العياط في محافظة الجيزة، وتم حبسه على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، في اتهامات بالانضمام لجماعة إرهابية، ونشر أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام إحدى وسائل الاتصال.

وشمل التحقيق معه في 27 من الشهر ذاته، سؤاله عن نشاطه وعمله الإعلامي والصحفي وعلاقته بإعداد فيلم وثائقي عن ثلاثي أضواء المسرح لقناة الجزيرة الوثائقية، كما تم سؤاله عن مضمون ما جاء في تحريات الأمن الوطني بشأن انضمامه لجماعة إرهابية، قبل أن تأمر النيابة بحبسه 15 يوما على ذمة القضية، ومنذ ذلك التاريخ يتوالى إصدار قرارات بتجديد حبسه حتى الآن، آخرها في سبتمبر الحالي.

وقال محامي المركز المصري إن هذه كانت المرة الوحيدة التي تم استدعاؤه فيها للتحقيق، ولم تواجهه النيابة بأي أحراز ومنشورات، في الوقت الذي تم إخلاء سبيل جميع المتهمين فيما عرف بواقعة “فيلم الجزيرة الوثائقية”، فيما أكد أعضاء في لجنة العفو الرئاسية تلقي اسمه من أكثر من شخص وأكثر من جهة، وعرض القضية على المختصين للنظر في شأنها.

وفي ظل الانفراجة التي يشهدها ملف أوضاع المحبوسين في الفترة الأخيرة، وخروج عدد من سجناء الرأي في إخلاءات سبيل وقوائم عفو رئاسية، يناشد المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الجهات المسؤولة، سرعة التدخل لإنهاء معاناة علام وأسرته، بإخلاء سبيله.

ويرى المركز المصري اتهام علام – المعروف بعدم ممارسته نشاط سياسي ضمن أي كيان – بالانضمام إلى جماعة إرهابية، أمرا مثيرا للاستغراب، خاصة مع وضوح موقفه من الجماعات الدينية، مستغربا اتهامه بـ”إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”، على الرغم من عدم تفاعله عبر حسابه على “فيسبوك” منذ فترة طويلة سابقة لتاريخ القبض عليه.

كما يطالب المركز بتوفير الرعاية الصحية المناسبة لعلام داخل محبسه بسجن القناطر، حيث قالت أسرته إنها تلقت أنباء بشأن إصابته بخراج في الفم، أدى إلى حدوث مشاكل أخرى له في المعدة، نتيجة دخول الصديد إليها، في الوقت الذي لم يستطع المسؤولون عن عيادة السجن علاجه سوى بمضاد حيوي ومسكنات، بدعوى ضعف الإمكانيات، وحاجته إلى العلاج داخل مستشفى تابع لمصلحة السجون.

في نهاية شهر يوليو الماضي، عقدت شقيقة علام قرانها وسط فرحة منقوصة لعدم استطاعته الحضور نتيجة استمرار حبسه احتياطيا، مكتفية برفع صورة تجمعهما معا، بينما حرص عدد من أصدقائه على تهنئتها ومواساتها، مع دعوات باكتمال فرحتها بخروجه قريبا.

وتجدد إيمان علام مناشداتها السلطات المختصة سرعة الإفراج عن شقيقها، وعودته لحياته الطبيعية، مبدية قلقها على أوضاعه الصحية داخل محبسه، في ظل تلقي الأسرة أنباء عن معاناته من مشاكل صحية، وعدم استطاعتها التأكد من صحتها أو عدمها بحكم عدم رؤيتها له منذ ما يقارب شهر حتى الآن.

وتضيف: “لدينا أمل كبير في خروج شقيقي خلال الفترة الحالية، على الرغم من قرار النيابة هذا الشهر تجديد حبسه 45 يوما أخرى، خاصة أنه لم يرتكب أي جريمة يستحق عليها كل هذه المعاناة”.

وأحمد علام، صحفي ومعد تلفزيوني، عمل في العديد من المؤسسات الصحفية والإعلامية من بينها المصري اليوم، CBC، والأخبار والسفير اللبنانيين، وموقع الغد، وجريدة الكرامة، كما أسس مع الصحفي اللبناني وسام متى موقع “بوسطجي”.